Advertisement

Advertisement

لماذا تعاقد برشلونة مع هؤلاء ؟

0
اليكم الدليل الشامل، لفهم تعاقدات برشلونة..وما سيحدث مستقبلاً.
فور وصول “تشافي” برشلونة، وبداية ما يُسمى ب(العهد الجديد)، قلت أن برشلونة في حاجة إلى صفقات كمية ونوعية، ولكن البعض لم يفهم معنى تلك الجملة..ربما لأن البعض يعيش في عالم الMaster league ومُنعزل عن الواقع الاقتصادي للفريق..وهو ما اتأكد منه يوميًا في التعليقات.

Advertisement

الصفقات الكمية ببساطة تعني وجود عدد كافي من اللاعبين في كل مركز، بصرف النظر عن كونهم صف أول من عدمه، الأهم أن يُصبح الفريق قادرًا على اللعب ب11 لاعبًا في مراكزهم..وبالمناسبة هو أمر حُرم منه “تشافي” لفترة.
الإصابات العضلية تضرب الفريق دائمًا لأن حالته البدنية سيئة..وبالتالي..تجد قلب دفاع يلعب كظهير، ولاعب وسط يلعب كجناح..ومُهاجم يلعب على الطرف.
من ضمن تلك الصفقات الكمية..بالتأكيد صفقة “داني ألفيش”، فلا يوجد عاقل ينتظر من لاعب في ال39 من العمر أن يكون حجر أساس في مشروع كروي، حتى لو كان أفضل من كل الأسماء داخل الفريق.
بالإضافة إلى أن برشلونة كان في حاجة لقائد حقيقي، لم يألف الهزيمة مثل غيره، ومساعد حقيقي للشباب.
والصفقات النوعية هي تلك القادرة على إضافة بُعد جديد لتكتيكات الفريق، فمثلاً..صفقة “فيران توريس” جاءت لرفع الجودة، لاعب قادر على اللعب على الخط، جناح كما يقول الكتاب، ومناسب لخطط “تشافي” في الضغط والتحولات، كذلك التعاقد مع “آداما”، هو لاعب مُشابه لقدرات “فيران”، لكن مع مُعدل مراوغات أعلى..وسرعة كبيرة جدًا في التحولات والهجمات المرتدة.
مع إصابة “فاتي”، وضبابية موقف “ديمبلي”، برشلونة تعاقد مع صفقتين تُتيحان ل”تشافي” بعضًا من الهدوء.
حتى الآن، برشلونة ناجح جدًا في تطوير شكل الفريق..ولكن..لماذا هذا وليس ذاك؟.
الإجابة بسيطة، القدرات المادية..برشلونة يُعاني على الصعيد المادي، وقبل أن يُفكر في الشراء عليه أن يُفكر في البيع، تخفيض الرواتب، تقليص القائمة، ثم التعاقد مع لاعبين بسعر مُنخفض أو على اقساط…ولا تنتهي المُعاناة هنا..بل يجب أن يقبل اللاعب بتخفيض راتبه بشكل كبير ليُناسب وضع النادي.
هذا هو ما حدث مع “فيران”، ومن قبله “ألفيش”، والآن..”أداما”، الثلاثي قبلوا تخفيض رواتبهم لأقل من النصف -ألفيش بأقل حد للأجور 150 ألف يورو بالموسم-، وبالتالي..فنيًا، هؤلاء مُناسبون لبرشلونة وخطط المُدرب، وهم الأفضل بلا شك..ماديًا.
لهذا عندما يأتي شخص ويقول: “الفريق في حاجة ل(مبابي – دي ليخت – كانتي – كانسيلو – كيميتش – هالاند – رونالدينيو – هنري – رونالدو الظاهرة)..وعدم التعاقد معهم هو فشل إداري وكل هذا العمل بلا قيمة”..فربما عليه أن يفهم الوضع قبل أن يتحدث أو يكتب..أو يُبهرنا برأيه الفز في علوم إدارة الأندية.
الإدارة تعمل وفق اطار مُحدد بميزانية مُحددة وقواعد لعب مالي نظيف مُلتفة حول عنقها، والخروج من الأبطال مُبكرًا زاد الطين بلة..لهذا كون الإدارة قادرة على تدعيم الفريق بأسماء صف ثاني بعضها لديه هامش تطور كبير..لهو انجاز إداري يُرفع له القبعة..ولو لم تتعاقد مع أي لاعب لما تمكن عاقل من لومها.
هل سيستمر الوضع هكذا؟.
نعم، خلال السوق الحالية على الأقل، لا زال برشلونة يبحث خيارات خروج لاعب أو أثنين، وكذلك التعاقد مع ظهير أيسر والأقرب هو “تاغليافيكو”..ومُهاجم..وقد نرى أسم مُفاجئ، أو لن يأتي أحد..وهنا لا زال الوضع..كمي ونوعي.
لكن نهاية هذا الوضع على الأغلب ستكون مع بداية الموسم القادم، فأغلب خسائر الميزانية الماضية تم تحميلها لميزانية الموسم الحالي فقط ولم تقسم على عدة مواسم مما جعل برشلونة مُرهق جدًا اقتصادياً، ولكن الصيف القادم قد يشهد عقد رعاية جديد يُقال أنه الأكبر في العالم، مشروع شراكة مع “سبوتيفاي”..بيع 49% من “بارسا ستوديو”، وكذلك عوائد بيع المُعارين (ترينكاو – كوتينيو – جريزمان)..مع بعض الأسماء المتوقع أن تنضم لقائمة الراحلين..وعلى رأسهم (ديست – ديباي)..وربما “فرينكي دي يونغ” لتمويل الصفقات.
ماذا سيحدث في الصيف؟.
برشلونة سيواصل الصفقات النوعية، والتي تخدم المُدرب، فمثلاً..بات من شبه المؤكد التعاقد مع “أزبلكويتا”، وهو لاعب خبير ومخضرم، وفي أوج عطاءه وإضافة لبرشلونة، من المتوقع أن يلحق به “كريستينسن”، وهو خيار مجاني جيد، وأفضل من أغلب مُدافعي الفريق الحاليين، كما بات الفريق على بعد خطوات من “كيسي”، وهو لاعب وسط عالي الجودة وسيمثل إضافة لوسط برشلونة.
كما تروج الصحافة أن برشلونة سيحسم صفقة “جايا” الصيف القادم مُقابل 15 مليون يورو لقرب نهاية عقده.
4 صفقات لتدعيم الوسط والدفاع، منها 3 مجانية..وواحدة بمبلغ زهيد مُقارنة بقدرات اللاعب.
دون أن تنسى أن الفريق قد دعم الأجنحة هذا الشتاء بالتعاقد مع (آداما – فيران).
لتتبقى صفقة واحدة ليكتمل شكل الفريق، وهي التي يُطلق عليها (صفقة الرئيس)..والتي من المُنتظر أن تكون مع نجم صف أول يتصدر المشهد ويصبح واجهة المشروع..والحديث عن “هالاند”.
وقتها وبمُجرد تخيل شكل الفريق مُكتملاً دون إصابات، يُمكن القول أن برشلونة سيمتلك فريقاً جيداً جدًا على الصعيد الفني، ولديه خيارات مُتعددة في كل مركز، وجودة تكتيكية مُميزة..أفضل بكثير مما هو عليه الآن..ليس ضمن الصفوة بالتأكد..لكن قادر على اللحاق بهم في فترة قصيرة.
برشلونة يسير بخطوات ثابتة لإعادة البناء بما يتناسب مع قدراته المادية حاليًا،، ويُلبي احتياجات المُدرب..فهو لم يعد ذلك الفريق القادر على وضع 150 مليون في لاعب غير مضمون النجاح، أو لصفقة دعائية مثل “جريزمان”..كل يورو يجب أن يُنفق في مساره الصحيح..فقد لا يوجد غيره.
عملية إعادة البناء تحتاج لسنوات، ولكن من حسن حظ برشلونة أنه أمتلك قاعدة شابة وفرت عليه الكثير من الوقت والجهد والمال، وكذلك رئيس يُريد أن ينجح بسرعة ليظهر في ثوب البطل ومُنقذ برشلونة الأبدي..وعقلية إدارية عبقرية مثل “أليماني”.

Advertisement